الجـ24ــزء: فى الآخرة الأسباب تمتنع
فى الآخرة الأسباب تمتنع: ( يَومَ هُم بٰرِزونَ ۖ لا يَخفىٰ عَلَى اللَّهِ مِنهُم شَيءٌ ۚ لِمَنِ المُلكُ اليَومَ ۖ لِلَّهِ الوٰحِدِ القَهّارِ) 16 غافر إن فى الدنيا أناساً – بإرادة الله – تملك أسبابا، وتلك عبيداً، وتملك سلطاناً؛ لأن الدنيا هى دنيا الأسباب. أما الآخرة فلا مجال لذلك. لقد بدأت الدنيا بأسبابها مِنَةً منه، ورجعت مِنهُ إليه (لِمَنِ المُلكُ اليَومَ ۖ لِلَّهِ الوٰحِدِ القَهّارِ ) – 16 – غافر. وفى الدنيا نجد أن لكل إنسان ملكية ما. ولكن الملك فى الأرض يملك القرار فى أملاك شعبه، وهذا فى دنيا الأسلوب، أما فى الآخرة فالأسباب كلها تمتنع : (لِمَنِ المُلكُ اليَومَ ۖ لِلَّهِ الوٰحِدِ القَهّارِ) 16- غافر، فلا احد له ملك يوم القيامة. لأننا فى دنيا الأغيار قد يسند سبحانه بعض الأحكام إلى بعض خلق، فهذا يحكم، وذلك يتصرف، وآخر يصدر قراراً بالتعيينات، وكلها أحكام، أما فى الآخرة فالحق يقول: (لِمَنِ المُلكُ اليَومَ ۖ لِلَّهِ الوٰحِدِ القَهّارِ ) 16- غافر. لماذا يخافون من الإستماع للقرآن: (وَقالَ الَّذينَ كَفَروا لا تَسمَعوا لِهٰذَا القُرءانِ وَالغَوا فيهِ لَعَلَّكُم تَغلِبونَ) 26 فصلت لم يأت القرآن ليعلمنا أسرار الكون، ولكنه جاء بأحكام التكليف واضحة، وأسرار الوجود مستنزة إلى أن تتقدم الحضارات، ويتسع فهم العقل البشرى، فيكشف الله سبحانه وتعالى من أسرار الكون ما يجعلنا أكثر فهماً لعطاءات القرآن لأسرار الوجود. فكلما تقدم الزمن وكشف الله للإنسان عن سر جديد فى الكون ظهر إعجاز فى القرآن . ولقد تنبه الكفار إلى تأثير القرآن الكريم فى النفس البشرية تأثيرا لا يستطيع أن يفسره أحد، ولكنه يجذب النفس إلى طريق الإيمان، ويدخل الرحمة فى القلوب، لذلك كان أئمة الكفر يخافون أكثر ما يخافون من سماع القرآن، ويحاولون منع ذلك بأية وسيله فيعتدون على من يتلو القرآن. ماهى أكثر الآيات التى تدبرتها فى هذه الخواطر؟ |