تدبر وخواطر الجزء التاسع من القران الكريم للشيخ متولى الشعراوى................
من أين تأتى البصيرة؟
- " هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ﴿203﴾ الأعراف
فالبصر مهمة العين حيث ترى ما يوجد أمامها من اشياء حسية لكن هناك أموراً معنوية لا تكتشفها إلا البصيرة التى تأتى بعد أن يمتلىء القلب بنور اليقين الإيمانى، فيُضىء بهذا النور ويستكشف تلك الأمور المعنوية، وقد وصف الله سبحانه وتعالى كتابه العزيز بأنه " بصائر فى قوله " هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " الأعراف 203 لأنه يعطى ويمنح من يؤمن به ويتأمله قدرةً على تحديد الأمور المعنوية وكأنها محسوسة مرئية أمامه بل يستطيع بهذه المنحة أن يتوقع الخير والشر.
القرآن بصائر
وفى وصف القرآن انه بصائر وهدى ورحمة إشارة الى انه يدل الإنسان ويهديه الى المنهج الحق والى طريق الله المستقيم، وهو رحمة أيضاً لمن لا يملك إشراقات القلب التى تهدى للإيمان، ولا يملك قوة أخذ الدليل الذى يوصله الى الهداية إذن: فهو رحمة لكل الناس وهدىً لمن يسأل عن الدليل وبصائر لمن يتقن الإيمان.
السماع بنية التعبد حسن أدب مع الخالق:
- " وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " ﴿204﴾ الأعراف
لم يقل سبحانه وتعالى (اسمعوا) بل قال (فاستمعوا) لأن الإستماع فيه تعمد أما السمع فهو سماع كل ما يحدث حول الإنسان دون إرادة أو انتباه، كما أن الإنسان قد يستمع بغير نية التعبد فيحرم ثواب الإستماع، كما أن السماع بنية التعبد حسن أدب مع الخالق لأن القرآن كلامه.
ليس كل سامع بمتدبر:
- " وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ " ﴿21﴾ الانفال
وليس كل سامع للقرآن بفاهم أو متدبر، وليس كل قارىء بعاقل لما يقرأ، لأن المراد بالسمع هو أن يؤدى السامع مطلوب ما سمع، فإن لم يؤدِ مطلوب ما سمع كأنه لم يسمع، بل يكون شراً ممن لم يسمع، لأن الذى لم يسمع لم تبلغه دعوة.
تفسير كلام ربي ( الأنفال)
للدكتور محمد راتب النابلسي...إضغط هنا
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
*****************************
ما هى الآيات التى أحببتها عندما قرأت الجزء التاسع؟
سيتم الإختيار من خواطركم وإضافتها فى موضوع الجزء القادم كخاطرة متميزة حتى يقرأها الأعضاء فى بداية الموضوع القادم إن شاء الله.....................