قصة طويلة شوية لكن رائعة
.
.
.
هذه القصة لفضيلة الشيخ عمر عبد الكافي حفظه الله و جزاه عنا كل خير كان هناك رجل أعرابي أنجب ابناء ثلاثة, سمي الاول عبد الله, و الولد
الثاني سماه عبد الله, أما الولد الثالث فسماه عبد الله أيضا, العجيب أن الرجل ابو العبادلة حينما حضرته المنية -الموت- نظر الي أبنائه الثلاثة و
قال: عبد الله يرث, عبد الله لا يرث, عبد الله يرث و خرجت روحه, و كل عبد الله فيهم ينوء بنفسه عن لا يرث.
قال الاولاد : ماذا نفعل؟
قاموا بدفن ابوهم ثم قرروا أن يذهبوا الي قاضي المدينة المنورة, تركوا شمال الحجاز و توجهوا الي المدينة. في الطريق وجدوا اعرابيا ضل بعيره - هرب و
ضاع منه - فقال لهم الأعرابي: هل رأيتم بعيرا لي قد شرد؟. قالوا: لا والله, فتركهم, فنادوا عليه
قال له الأول: هل بعيرك أعور؟ قال: نعم
قال الثاني: هل بعيرك أبتر - ذيله مقطوع - قال: بلي,
قال الثالث: هل بعيرك أزور - ماءل علي جنب- فرح الأعرابي و قال: نعم
قالوا: و الله ما رأينا بعيرك.
قال لهم: لا بد أن اخذكم الي القاضي.
قالوا : نحن اصلا ذاهبون الي القاضي, تفضل معنا.
دخلوا علي القاضي, عرض الاعرابي القضية علي القاضي, قال القاضي: كيف عرفتم أنه اعور؟ قال الأول: ايها القاضي رأيته ياكل من جانب من العشب و يترك
الجانب الاخر, يأكل من جهة العين المبصرة أما العين التي فيها عوراء فلا يأكل.
قال القاضي: و كيف عرفتم انه أبتر؟ قال الثاني: لو كان له ذيل كان بعره يتناثر علي الرمال لكن بعره رايته أكواما أكواما فعلمت أنه مقطوع
الذيل فقلت أنه أبتر.
قال القاضي: ولما قلتم أنه أزور؟ قال الثالث: بسيطة جدا وجدت عمق أخفافه في الناحية اليسري أشد من عمقا من الناحية اليمني
فعلمت انه مائل علي جنبه.
قال القاضي للاعرابي: يا رجل ليسوا بأصحاب بعيرك.
ثم قال لهم القاضي: ما قضيتكم أنتم؟
قال احدهم: أبونا سمانا عبد الله, و أخي هذا عبد الله, أما اخويا الثالث فعبد الله. و عند موته قال: عبد الله يرث, عبد الله لا يرث, عبد الله يرث.
القاضي استغرب لأول مرة تأتيه قضية عجيبة بهذا الشكل, فقال لهم: أنتم ضيوفي الليلة تصلون الصبح ان شاء الله, ثم تأتون الي دار القضاء ثم سنحل
هذه المشكلة ان شاء الله.
دخلوا الغرفة و لأن ذكاءهم يقفز منهم, قال أحدهم: انتبهوا ان عينا تتجسس علينا, ثم قدم الخادم باللحم و الخبز عشاء
الضيوف مد الولد الأول يده ثم قال: انتظروا لا تأكلوا هذه لحم كلب,
ثم نظر الثاني الي أرغفة الخبز ثم قال: و التي خبزت هذا الخبز امراة حامل في الشهر التاسع,
ثم قال الثالث: و القاضي الذي سيقضي بيننا هذا ليس ابن حلال لقيط يعني
-
في الصباح صلوا صلاة الصبح ثم دخلوا علي القاضي, العين التي كانت تتجسس نقلت له ما دار بينهم.
قال القاضي: ما الذي جعلكم تقولون انه لحم كلاب؟
قال الأول: أيها القاضي, ان اللحم الذي نأكله يبدأ بالعظم, ثم اللحم فالشحم فلما رأيته يبدأ بالعظم ثم الشحم فاللحم علمت أنه لحم كلاب.
فنادي القاضي الطباخ: ماذا صنعت؟
قال: قلت لي بعد المغرب ان عندنا ضيوف من البادية, و القطيع قد تأخر فما رأيت غير كلب الغنم فذبحته.
قال القاضي للثاني: و انت ما أدراك أن المرأة التي خبزت الأرغفة في الشهر التاسع؟
قال: وجدت الأرغفة منتفخة و ملتصقة من ناحية, و المرأة في التاسع بطنها أمامها فلا تستطيع أن تميل يدها في الفرن لتدير الرغيف حتي يستوي من جميع
الجهات.
سئل القاضي من خبزت الخبز؟
قالوا: أم فلان, و هي حامل في الشهر التاسع.
قال القاضي: و من أعلمكم و العياذ بالله انني لست ابن حلال؟
قال الثالث: ايها القاضي ان ضيوفا عند قاض مسلم يتحكمون و يتقاضون اليه في قضية يرسل عينا تتجسس عليهم ما يكون هذا ابن حلال ابدا.
دخل القاضي علي أمه فأقرها فأقرت.
خرج القاضي ليصدر الحكم, قال: من قال ان اللحم لحم كلب, قال عبد الله انا, قال القاضي: انت عبد الله ترث,ثم قال: من قال ان أرغفة الخبز خبزتها
امـرأة في الشهر التاسع؟ قال عبد الله: انا, قال: انت عبد الله ترث ثم قال القاضي: و من قال انني ابن حرام, قال: عبد الله: انا, قال القاضي: انت عبد الله لا ترث, قال: لماذا؟
قال القاضي: لأنه لا يعرف ابن الحرام الا ابن حرام مثله.
ذهب الاثنان ليسألوا امهم, يا أمنا: من عبد الله هذا؟
قالت كان أبوكم في طريقه الي المسجد فوجده ملقى بجانبه و تبناه.