الرئيسية
May
3
2011
سيادة الوزير المحترم.. أي مستشفى عام حكومي في أرض مصر يصلح لأي مصري؟!كتبت: أميرة الشربينيكصيدلانية تحتكّ بالمجال الطبي في مصر كنت دوما أشاهد وأسمع، عن المهازل التي تحدث في مصر في مجال حيوي ومهم جدا بالنسبة لأي إنسان..ولست بحاجة إلى أن تكون صيدلانيا أو طبيبا في مصر كي تعرف أن المستشفيات
العامة في حالة لا تصلح لاستقبال البشر، وأن ما يحدث بها من مهازل أكبر من
أن تكفيه صفحات لوصفه وشجبه والاعتراض عليه..وفي التأمين الصحي فحدث ولا حرج..وأصناف الأدوية التي فجأة يوقف استيرادها دون أسباب مفهومة أو يزيد سعرها بشكل جنوني..كم وقف أمامي مرضى يحاولون وأحاول معهم الحصول على أقلّ قدر من العلاج
بأقل تكلفة، أو مرضى آخرون يستطيعون تحمل نفقة العلاج، لكنهم لا يجدونه.وفي مجال ألبان الأطفال حدّث وحدّث وحدّث...كل ما يتعلق بالمجال الطبي في مصر يحتاج إلى إعادة إصلاح من العيار
الثقيل، لا أعرف إن كانوا سيستطيعون هذا الإصلاح أم لا.. لكننا نتكلم في
مجال حساس للغاية.. مجال من أهم المجالات على الإطلاق.مجال قرأنا وعرفنا وسمعنا فيه وعلى مدار سنوات عن حالات دفعت حياتها
ثمنا لإهمال أو خطأ جسيم، دون أن يكون هناك عقوبة موازية لإثم القتل.لذا عندما أقرأ خبرا مثل هذا:"مستشفى سجن طره ليس مجهزا لاستقبال مبارك"،
بهذه العبارة قطع وزير الداخلية، منصور العيسوي، الجدل حول إمكانية نقل
الرئيس السابق من مستشفى شرم الشيخ الدولي -حيث يقضي فترة حبسه الاحتياطي-
إلى مستشفى السجن".أقول في عقل بالي يا ريت معايا رقم وزير الداخلية.. بس نفسي أكلمه أسأله سؤال واحد..سيادة الوزير المحترم، وفي رأيك أي مستشفى عام حكومي في أرض مصر المحروسة جميعها يصلح لاستقبال أي مصري؟اليوم تقيسون جودة المستشفى قبل إدخال مواطن مصري إليه؟مبارك لم يعد رئيسا.. مبارك اليوم مجرد مواطن مصري، بل وعلى الأسوأ مواطن مصري متهم بتهم جسيمة.وحتى عندما كان رئيسا أي قانون وضعه في طبقة فوق طبقة الشعب؟ سوى تهاوننا نحن كشعب في حق أنفسنا..اليوم تكون الحجة هي المستشفى غير المعدّ.. وحالة القلب غير المستقر
التي يستحيل معها نقله!! لا يصلح مستشفى السجن لاستقبال مبارك؟!! وهل تصلح
لاستقبال أي مسجون آخر سيادة الوزير؟ أم إن تلك الإصلاحات التي ستستغرق
أربعة أشهر، ستكون فقط من أجل المواطن المصري الوحيد محمد حسني مبارك..لا يثير دهشتي ما يحدث.. وهذا هو الأمر المعتاد منذ سنوات.. لكنها غريبة
تلك الأيام، ويا سبحان الله أن يأتي هذا اليوم على مبارك كي نرحمه
كآدميين، ونرأف بحالته الصحية..مبارك الذي لم تتحسن المؤسسة الطبية في عهده -اللهم إلا المستشفيات
العسكرية- بل انحدرت من سيئ إلى أسوأ، ولم يشغل باله هو أو أي من المسئولين
بهؤلاء المصريين البسطاء الذين يلقيهم الاحتياج على فراش بعنبر مستشفى
حكومي، أو هؤلاء المساجين الذين تضطرهم أيامهم لدخول مستشفى السجن.. اليوم
المسئولون يقيسون صلاحية مستشفى السجن؛ لأن هناك متهما من نوع مختلف..
متهما يطرح تواجده تساؤلا مهما جدا اليوم "هل يصلح المستشفى أم لا؟".طيب على القياس أيها السادة.. هل تصلح بقية المستشفيات في جميع السجون لاستقبال المصريين الذين ابتلاهم الله بعد مصريّتهم بالمرض؟أم إن مدة الأربعة أشهر ستكفي بالكاد من أجل إصلاح مستشفى طره؟أنا إنسانة رحيمة جدا، لا أؤمن فقط بالمقولة الشهيرة "ارحموا عزيز قوم
ذلّ" بل أؤمن بأن الرحمة يجب أن تصير في قلوبنا للجميع.. للعزيز الذي ذلّ
وللذي كتب عليه الله الذل والشقاء منذ وجد..لذا فإنني أتمنى أمنيتي الخيالية اللطيفة أن يذهب كل هؤلاء المصريين
أصحاب الحالات الحرجة إلى شرم الشيخ للعلاج.. أو نتقدّم بطلب أن تتساوى كل
مستشفيات مصر في الصلاحية بالمستشفى الذي يعالج المواطن المصري محمد حسني
مبارك، عافاه الله ورحمه ورحمنا جميعا..
